انطلاق النسخة 25 للمقام الثقافي بالقنيطرة لفائدة أطفال مغاربة الخارج

أعطت مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج إشارة الانطلاق للدورة الخامسة والعشرين للمقام الثقافي لفائدة أبناء مغاربة الخارج بمركزها السوسيو-ثقافي بضواحي مدينة القنيطرة، والذي يتواصل إلى غاية 20 غشت المقبل.
ويأتي هذا المقام في إطار تفعيل برامج المؤسسة لدعم وتعزيز الروابط الثقافية بين أطفال المغاربة المقيمين في الخارج وبين بلدهم الأم، حيث سيستفيد منه 740 طفلا تتراوح أعمارهم بين 9 و13 سنة، قادمين من مختلف دول العالم، سواء الأوروبية أو العربية أو الإفريقية بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وقد افتتحت النسخة الخامسة والعشرون من البرنامج فعالياتها بمشاركة أول مجموعة تتكون من أطفال تتراوح أعمارهم بين 9 و13 سنة، ويهدف هذا البرنامج إلى تعزيز علاقة الأجيال الجديدة من المغاربة المقيمين بالخارج بوطنهم الأصلي.
وتم اختيار 740 طفلا من 17 دولة، منها فرنسا، ألمانيا، بلجيكا، هولندا، إيطاليا، المملكة المتحدة، كندا، الولايات المتحدة، فلسطين، السنغال، الغابون، تونس، للاستفادة من هذا البرنامج المجاني الذي يتوزع على ثلاث مجموعات في ثلاثة مراحل (245، 240، 255) حيث تستمر كل منها لمدة أسبوعين وتشتمل على 16 نشاطا، منها ورشات في الفن التشكيلي، الألعاب الإلكترونية، الإسعافات الأولية، والفخار.

ورشات ومهارات لتقوية الارتباط بالثقافة المغربية

وتميزت الورشات التكوينية للأطفال المؤطرة من طرف منشطين محترفين، بتنوعها وغناها، من بينها: (الآلات الموسيقية، الرقصات التقليدية، الفنون التشكيلية، صنع الدمى، ألعاب الفيديو، المسرح، الخط العربي، السباحة، الرياضة..)
وتجدر الإشارة، أنه في ورشة الموسيقى، يتعلم الأطفال العزف على الآلات المغربية التقليدية مثل “البندير” و”الطعريجة”، بالإضافة إلى الإيقاعات والألحان المغربية.
ومن جهة أخرى، تعتبر الرقصات من أبرز الأنشطة التي تلقى رواجا كبيرا، وكذلك هناك ورشة “صنع الدمى” حيث تتاح للأطفال فرصة لإبراز إبداعهم باستخدام الإسفنج، الورق، الكرتون أو حتى الجوارب لصنع الدمى.
وتحتل ورشة تعلم اللغة العربية والخط العربي، حيزا هاما في نسيج هذه الأنشطة لفائدة جميع الأعمار نظرا لكون هذه الدروس الأولية في اللغة استقطبت الأطفال وأثارت اهتمامهم بشكل لافت، حيث مكنتهم من تعزيز الروابط مع ثقافة وطنهم الأم.

عبد الله غراري: هدفنا ترسيخ الهوية الثقافية لدى الأطفال

وفي تصريح للجريدة، أوضح عبد الله غراري، إطار في قطاع التعليم والتنوع الثقافي بمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، أن هذه السنة تشهد النسخة الخامسة والعشرين من برنامجنا الصيفي، الذي يمتد على ثلاث مراحل غنية، تبدأ في 6 يوليوز وتتواصل إلى غاية 20 غشت.
وعبر غراري أن سعادته باستقبال 245 شابا مشاركا في المرحلة الأولى حاليا، ويتطلع بحماس لمشاركة 240 طفلا في المرحلة الثانية، و255 في المرحلة الثالثة.
وكشف غراري أن الشباب يأتون من نحو 17 دولة مختلفة، مما يدل على تنوع وغنى جاليتنا المغربية.


وأشار المتحدث ذاته، أن هذا المقام الثقافي يسعى لتعزيز ارتباط أبناء المغاربة المقيمين بالخارج بالثقافة المغربية، ومشاركة تراثنا وتاريخنا معهم، مع توفير سبل قضاء عطلة غنية وممتعة لتبقى راسخة في مخيلتهم.
وشدد غراري على أن الهدف الرئيسي يرتكز على تثبيت وترسيخ الهوية الثقافية في نفوس ووجدان الأطفال، والترويج لثقافتنا وحضارتنا للأجيال الجديدة المنتشرة في جميع أنحاء العالم، مؤكدا أن كل الأنشطة، وكل الورشات، وكل الرحلات، مصممة بعناية فائقة لإثراء تجربة الأطفال وتعزيز ارتباطهم بتراثهم المغربي.
وعبر عبد الله الغراري، في حديثه لبيان اليوم، عن اعتزازه بنجاح هذه التجربة لاسيما “وأننا، هذه السنة، قمنا بإدراج ورشات موسيقية جديدة ومبادرات مبتكرة أخرى ستثري هذه التجربة الرائعة”.

فتيحة أملوك: إعادة اكتشاف المغرب من خلال برنامج ثقافي غني ومتنوع

ومن جانبها، أكدت فتيحة أملوك، مديرة قسم الفن والتواصل في مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، أن هذه الأخيرة تستقبل هذا العام ببهجة وسرور 740 طفلا، جاءوا من مختلف أنحاء العالم لاكتشاف وإعادة اكتشاف المغرب من خلال برنامج ثقافي غني ومتنوع.
وأبرزت أملوك، في تصريح لبيان اليوم، أن هؤلاء المشاركين الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و13 عاما، يأتون من أوروبا، والولايات المتحدة، والفضاء المغاربي، ودول أفريقية أخرى، ويحملون شغفا وحبا مشتركا للاستكشاف والتعلم والانخراط في الأنشطة الجديدة التي تخص الثراث المغربي، حيث أن إقامتهم تتيح لهم فرصة فريدة للانغماس في التعبيرات الفنية الشعبية والرقصات الفلكلورية المغربية واستكشاف التراث الثقافي اللامادي الغني لبلدنا العزيز.

فرحة الأطفال

وخلال جولتها بالمقام الثقافي بالقنيطرة، خلال زيارة صحافية نظمتها مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، التقت بيان اليوم بمجموعة من الأطفال داخل فضاءات الورشات المتعددة واستمعت لانطباعاتهم وأحاسيسهم حول هذه التجربة التي أجمعوا كلهم على أهميتها الترفيهية والثقافية..
وهكذا عبر الطفل آدم، 12 سنة، من فرنسا، عن إعجابه الشديد بالمركز السوسيو ثقافي وفخره بالانتماء إليه، موجها كلمة شكر للمدرب الذي يعلمهم أشياء جديدة تتعلق بالثقافة المغربية.
وأكد آدم بحماس طفولي أنه يحب ممارسة الرياضة مع أصدقائه في المركز، مبرزا على أن جميع الأنشطة والورشات وقاعات المعلوميات في المركز مفيدة ويستمتع بها. كما أشار إلى أنه تعلم الكتابة باللغة العربية بشكل جيد بعدما كان يجد صعوبة في ذلك، وأوضح أنه أصبح يصلي بطريقة مرضية له ويشكر الله على نعمته.

وقال أحمد، 13 سنة، من ألمانيا أنه “سعيد جدا بتواجده في هذا المركز السوسيو ثقافي لأنه أتاح له إمكانية التعرف على أصدقاء جدد يلعب معهم ويشاركهم نفس الأنشطة الثقافية، ويقاسمهم نفس الإحساس بالفرح.. وولم يفت الطفل أحمد أن يشيد بالمنشط الذي يرافقهم لأنه يتعامل معهم بطريقة جيدة حيث هو مسرور جدا بتواجده كونه يمارس السباحة والرياضة ضمن أنشطته المفضلة”.
وشدد أحمد أنه إذا وضع أمام الاختيار بين للذهاب إلى مكان آخر أو البقاء في المركز بمدينة القنيطرة “يفضل البقاء هنا بالمركز لأنه مكان مريح وممتع ويستفيد كثيرا من غنى الثقافة المغربية . من جانبه تحدث عبد الله، 11 سنة، من فرنسا، عن تجربته قائلا: “بصراحة، لا أندم على المجيء هنا، فالأمر كان مثيرا للاهتمام خاصة أننا نتعلم العربية مع مدربين متخصصين ومؤطرين.”
وقال سمير، 13 سنة، من الغابون، أن “النشاط الذي سمح لي بالتعرف أكثر على المغرب هو الرقص، حيث تعلمنا رقصات تقليدية جديدة مثل “عبيدات الرمى” و”الرگادة”..
وأبدى إسماعيل، 12 سنة، من ألمانيا، رأيا مماثلا قائلا: “الرقصة التي أحببتها أكثر والتي تتعلق بالمغرب هي “الرگادة”.
يشار إلى أن هذا المقام الثقافي يتوزع على ثلاث مراحل تمتد أولاها من 6 إلى 19 يوليوز الجاري (245 طفلا)، وثانيها من 22 يوليوز إلى 4 غشت المقبل (240 طفلا)، فيما تمتد المرحلة الثالثة من 7 إلى 20 غشت المقبل (255 طفلا).
وجدير بالذكر أن مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج تنظم المقام الثقافي لفائدة أطفال المغاربة المقيمين بالخارج منذ سنة 1998، وذلك بهدف توطيد صلة هؤلاء الأطفال ببلدهم الأصلي والاستمتاع بعطلة جماعية يسودها الترفيه والاكتشاف والاستفادة والانفتاح على الغير.

موفدة بيان اليوم إلى القنيطرة:
دنيا بنلعم (صحافية متدربة)

Top