طلبة الطب يحتجون أمام البرلمان ووزير التعليم يؤكد أن الحكومة استجابت لكل مطالبهم

مزامنة مع “مسيرة الغضب” التي نظمها طلبة كليات الطب والصيدلة وطب الأسنان بالرباط، أول أمس الثلاثاء أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، كان وزير التعليم العالي عبد اللطيف ميرواي أكد أمام مجلس المستشارين أن الحكومة استجابت لجميع مطالب الطلبة.
وقال عبد اللطيف ميراوي، في جلسة الأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين، إن الحكومة استجابت لجميع مطالب طلبة كليات الطب والصيدلة وبددت كل مخاوفهم المتعلقة بالدراسة والتدريب”.
وحول الحوار مع الطلبة، أوضح المسؤول الحكومي أنه جرى إلى حدود فبراير الماضي عقد 14 اجتماعا مع ممثلي طلبة كليات الطب والصيدلة المقاطعين للدراسة، وتم تقديم مجموعة من الأجوبة الصريحة للتساؤلات التي طرحها الطلبة، وكذا اقتراح الحلول الواقعية لعدد من الإكراهات التي تم الوقوف عليها، وهي نفسها الاجتماعات التي كان الطلبة الأطباء قد أكدوا في ندوة عشية الاثنين الماضي أنها كانت مجرد اجتماعات صورية بدون مخرجات أو اتفاق حقيقي.
وزاد ميراوي أن الحكومة قدمت مقترحات في 25 يونيو الماضي تتضمن حلولا مرنة للملف المطلبي للطلبة، وهو ما أكده الطلبة أيضا، الذين قالوا إن الوزارة لم تلتزم معهم بالتوقيع على محضر اتفاق حول مخرجات الاجتماع وسارعت إلى الإعلان عن برمجة الامتحانات الربيعية التي كان قد جرى التوافق حول اعتماد منهجية تشاركية وإشراك الطلبة قبل الإعلان عن تاريخها.
وكانت برمجة الامتحانات الربيعية في يونيو الماضي قد قوضت الوصول إلى حل فعلي بين الوزارة والطلبة بعدما وصلت مراحل متقدمة، إذ حملت اللجنة الوطنية لطلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان المسؤولية لوزارة التعليم العالي والتي قالوا إنها نكث وعودها وأعلنت بشكل انفرادي عن برمجة الامتحانات الربيعية بدون إشراك الطلبة وبدون حتى التوقيع على محضر اتفاق حول العرض الحكومي.
هذا، وكان وزير التعليم العالي، قد قال أمام مجلس المستشارين إن الحكومة تعهدت بحل جميع النقط العالقة، والتجاوب مع مطالب الطلبة، انطلاقا من قناعتها بأن جودة الأطباء تعني جودة الصحة. متابعا أنه بالرغم التوافق مع ممثلي الطلبة بشأن مختلف النقاط المطروحة، فإن الحلول المقترحة يتم رفضها من لدن جموع الطلبة.
إلى ذلك، وبعدما لفت إلى الوساطة البرلمانية حول الملف، دعا الميراوي المستشارين إلى الانخراط في هذه المبادرة لمعرفة مطالب الطلبة التي قال إن بعضها مبالغ فيه، قبل أن يردف بأن الحكومة تتعهد بحل الملف بشرط اجتياز الطلبة للامتحانات التي جرت برمجتها من جديد الأسبوع المقبل واستعادة السير العادي للكليات”.
من جهتهم، كان طلبة الطب والصيدلة قد احتشدوا بالمئات أمام البرلمان أول أمس الثلاثاء، وسط إنزال أمني كثيف، حيث رفعوا شعارات تطالب الحكومة بالجدية في الحوار وبحل الأزمة التي تفاقمت بسبب الانفراد بالقرار وعدم إشراك الطلبة.
وتشبث الطلبة الأطباء بمطالبهم التي اعتبروها عادلة ومشروعة، وتهم البيداغوجية والتكوين الطبي المطلوب وبالجودة المطلوبة، مشيرين إلى أن الحكومة تناور بمجموعة من المغالطات لاستمالة الرأي العام، خصوصا ما يتعلق بتخفيض عدد سنوات الدراسة من 7 سنوات إلى 6 سنوات.
ورفع المحتجون لافتات تدين قرارات وزارة التعليم العالي وتطالب بالتدخل العاجل لإنهاء الاحتقان وما وصفوه بضرب جودة التكوين الطبي والصيدلي، والذي قالوا إنه خط أحمر، وان الاحتجاجات والمقاطعات ستستمر لتحصين هذا التكوين.
المسيرة الاحتجاجية التي اختار لها طلبة الطب والصيدلة وطب الأسنان شعار “الغضب” والتي تحولت إلى وقفة أمام مبنى البرلمان بعد التطويق الأمني ومنع تحركها على مستوى شارع محمد الخامس، تأتي في سياق تصعيد متواصل من قبل الطلبة احتجاجا على مواصلة الحكومة صم آذانها عن مطالبهم للشهر السابع على التوالي، محملين الوزارة الوصية مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع.
وشدد الطلبة في احتجاجاتهم أنهم يرفضون السنة البيضاء، مؤكدين أن الحكومة هي من تسعى نحوها من خلال القرارات الأحادية لوزارة التعليم العالي التي تناورن بحسبهم، وتروج المغالطات، في محاولة لفرض الأمر الواقع على أطباء الغد.

< محمد توفيق أمزيان

Top